إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 16 ديسمبر 2023

ان الله اشترط الردع في قوله(واعدوا لهم ما استطعتم...)

 ان الله إشترط لنا شرطاً في الإعداد.


لقد كشفت لي أحداث غزة الأخيرة كثير من المغالطات التي كنت تمر على مسامعي

وأوضحتها لي


ومن ذلك تفسير الإعداد في قوله تعالى:

{ وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم }


فتجد المشهور والمتداول أن الإعداد المراد به أي إعداد مستطاع ولو بسكين 

أو حجر على ما قاله أخر من قرأت له في ذلك

وهذا الإعداد لا يخيف عصابة فضلا عن دول!


بينما لو تأملنا الأية كاملة لوجدنا أن في تكملة الأية هناك شرط اشترطه الله للإعداد 


وهو أن يكون هذا الإعداد يرهب الأعداء فيكون أثره مرهب للعدو فيخافه

وهذا الشرط لا تجده يذكر عند هؤلاء مع أنه واضح في سياق الأية 

ولكنهم يمرون عليه مرور الكرام


وهو ما يذكرنا بمن يحتج على ذم المصلين بقوله تعالى:

( ويل للمصلين) من دون تكلمة الأية!


وبالرغم من ظهور هذا الشرط في الأية واضحاً 

(ترهبون به عدو الله وعدوكم)

إلا أن أحدهم طلب مني أن أتي بأقوال للعلماء تأكد صحة ما قلته وذلك تعليقاً منه 

على منشور لي في أحداث غزة قلت فيه:


( عندما قال الله تعالى: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن"

فإن الله لم يطلق الأمر هكذا بل إشترط في القوة أن تكون 

مرهبة للعدو ودافعة عن المسلمين إزاء رد فعل العدو فقال مباشرة:

"ترهبون به عدو الله وعدوكم"

فإن لم يكن لديك هذه القوة فأنت لا زلت بالفترة المكية.)


فاستجبت له وبحثت وخرجت له بهذه الأقوال التي تؤكد أن الإعداد 

لابد فيه من اشتراط الإرهاب والإيخاف والردع:


1-  قال الطبري في تفسيره (14/ 31)

(ترهبون به عدو الله وعدوكم)، يقول: تخيفون بإعدادكم ذلك عدو الله وعدوكم من المشركين.


2- وقال إبن حزم في المحلى (7/ 350)

قال تعالى: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدوالله وعدوكم) ففرض علينا ارهابهم.


3- قال الفخر الرازي في تفسيره (التفسير الكبير (15/ 185):

ثم إنه تعالى ذكر ما لأجله أمر بإعداد هذه الأشياء. فقال: {ترهبون به عدو الله وعدوكم} 

وذلك أن الكفار إذا علموا كون المسلمين متأهبين للجهاد ومستعدين له 

مستكملين لجميع الأسلحة والآلات خافوهم ، وذلك الخوف يفيد أمورا كثيرة...


4- وقال رشيد رضا في تفسيره المنار (10/ 125)

أن يكون القصد الأول من إعداد هذه القوى والمرابطة إرهاب الأعداء وإخافتهم من عاقبة التعدي على بلاد الأمة أو مصالحها أو على أفراد منها أو متاع لها حتى في غير بلادها ، لأجل أن تكون آمنة في عقر دارها ،

مطمئنة على أهلها ومصالحها وأموالها ، وهذا ما يسمى في عرف هذا العصر بالسلم المسلح ، وتدعيه الدول العسكرية فيه زورا وخداعا ، ولكن الإسلام امتاز على الشرائع كلها بأن جعله دينا مفروضا ، فقيد الأمر بإعداد القوى والمرابطة بقوله:

 (ترهبون به عدو الله وعدوكم).


5- وجاء في مجلة مجمع الفقه الاسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الاسلامي بجدة (7/ 1747)

يطلب الإسلام من أتباعه أن يعدوا ما استطاعوا من القوة (ماديا ومعنويا) 

لإلقاء الرعب في قلوب الأعداء فلا يجرؤون على المقاتلة.

والنص على الغاية من الإعداد وأنه لتحقيق هذه الرهبة بيان لحرص الإسلام 

على عدم الدخول في حرب تسفك فيها الدماء فإن الرهبة ستمنع العدو من الهجوم والدخول في القتال قال تعالى: 

(وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ).


والحمد لله رب العالمين

ليست هناك تعليقات: