منذوا ألف سنة هي المكلا أسمٌ على مسمى

نعم هذا هو إسمها منذوا ألف سنة 
 وليس ماهو  شائع أن المكلا لم تعرف بإسمها هذا إلا عند إنشاء الإمارة الكسادية
 في سنة (1115هـ/1703م) 
فيما كان أشهر أسمائها قبل ذلك
 (الخيصة) كما قيل.

فقد جاء ذكر المكلا مخطوطاً
في كتاب أحد الرحالة منذوا أكثر من 800 سنة .

وهذا الكتاب هو :

(صفة بلاد اليمن ومكة وبعض الحجاز)

والمشهور بأسم :

(تاريخ المستبصر)

فقد جاء فيه (270/2) قول المؤلف :

(حدثني أحمد بن علي بن عبد الله الحمامي الواسطي قال: ما بين الشحر و أحور سبع قريات سود أي سبع قرى مسودة الأرض قلب الله عز و جل بها و هي من قرى قوم عاد. و إلى الريداء سبع فراسخ. و إلى الشحر خمس فراسخ، و إلى مرسى طيب بأعمال حضرموت. و إلى الشحير أربع فراسخ. وإلى المكلا فرسخ. وإلى 000بلي ستة فراسخ. و إلى نسع خمس فراسخ. و إلى حصن الغراب أربع فراسخ حصن السموءل بن عاديا اليهودي. و إلى مجداح أربع فراسخ. و إلى الحوراء ثمان فراسخ. و إلى أحور ثمان فراسخ. و إلى ابين ستة فراسخ. و إلى لحج أربعة فراسخ. و إلى عدن ثلاثة فراسخ.)

فنجده يذكر أسماء مدننا الساحلية بأسمائها 
فيذكر الشحر ثم شحير ومن ثم يذكر المكلا.

والكتاب كما كُتب عنه وأنقله :

(من نفائس كتب الرحلات. وهي جولة أثرية. في مكة وبلاد اليمن وما يليهما. قام بها ابن المجاور البغدادي النيسابوري وليس الدمشقي

و رجع إليه العيدروس ( ت 1038 هـ ) في (النور السافر)، مما يدل على بقاء الكتاب في اليمن مدة طويلة.

وكان أول من نبه إلى أهميته: المستشرق (سبرنجر) عام 1864م ونُشرت نتف منه لأول مرة في ليدن سنة 1901م . وطبع فيها كاملاً سنة 1951م بعناية (أوسكر لوفغرين) منسوباً لابن المجاور الدمشقي بدلاً من إبن المجاور البغدادي النيسابوري (ت690هـ) أخذاً برأي (بروكلمان) و(فران).

وكان الأستاذ جعفر الحسني أول من نبه إلى هذا الخطأ في نسبة الكتاب إلى إبن المجاور الدمشقي، في مجلة المجمع بدمشق (32 / 383) وأشار إلى ما ورد في الكتاب من التصريح باسم والد المؤلف وأخيه.

إذ قال المؤلف (2/252): (وكتب والدي محمد بن مسعود بن علي بن أحمد بن المجاور البغدادي النيسابوري..إلخ )

وقال (1/97) : (و قال لي أخي أحمد بن محمد بن مسعود) ) إنتهى النقل.

أقول :
 و الفترة الزمنية التي كانت فيها رحلة إبن المجاور مابين حوالي عام (618 - 628 هـ )

أما تاريخ ميلاد إبن المجاور فلا نعرفة بل نقدر له بأقل تقدير أن ميلاده كان سنة (600هـ)

وقد حدث بخبر ( المكلا )عن شيخة الحمامي الذي لم أجد له ترجمة .

والحمامي هذا تحصل على أسم المكلا إما بزيارتة لها أو بالسماع عنها وفي كلى الحالتين فإن هذا الأسم لا بد أنه كان متداول قبل ميلاد الحمامي ولنقدر أن ميلاد الحمامي كان سنة 575هـ ولابد أن أسم المكلا كان يطلق قبل ميلاده فلنعطي ذلك مائة سنة كأقل تقدير لبداية إطلاق (المكلا) قبل ميلاد الحمامي فيكون بداية إطلاق أسم (المكلا) سنة 475هـ كأقل تقدير , فتكون الفترة مابين بداية إطلاق الإسم سنة 475هـ وحتى هذا التاريخ 1432هـ حوالي 957 سنة قمرية هي المدة لإطلاق أسم (المكلا)

ثم
 بالنظر إلى أصل التسمية (المكلا)
 نجد أنها تسمية فصيحة لموقع جغرافي تقع فية المكلا صالح لرسو السفن .

إذ جاء في الصحاح في اللغة في مادة (كلأ) قوله :

(والمكلأ بالتشديد: شاطئ النهر ومرفأ السفن . أبو زيد : كلأ القوم سفينتهم تكليئا: حبسوها. وقال الأصمعي: الكلاء والمكلأ: موضع ترفأ فيه السفن، وهو ساحل كل نهر. )
 الصحاح في اللغة [2 /120]

وقال إبن سيدة في كتابة المخصص باب ألف التأنيث:

(قد سموا مرفأ السفن المكلأ والمعنى أن الموضع يدفع الريح عن السفن المقربة إليه ويحفظها منها من قوله تعالى: " قل من يكلؤكم بالليل والنهار " أي يحفظكم)

فإن كانت هذه التسمية قريبة عهد فلا أظنها ستكون بهذه الفصاحة بل فصاحتها دليل قدمها.

وأخيراً
 هذه التسمية العربية العريقة ذات الدلالة على المكانة البحرية لهذه المدينة تجعلنا نعيد النظر في تاريخ وحاضر مدينتنا التي كانت مكلأ السفن منذوا ألف سنة وليست مجرد خيصة للصيادين.

كتبه

بايعقوب باعشن

حي السلام كل البيوت لازالت قائمة

العيقة مكان الخور حالياً

الشارع الرئيسي قبل الرصف

جولة المكلا الهاشمية سابقاً

حي السلام بالمكلا قبل رصف الشارع الرئيسي

الفرضة ميناء المكلا القديم

الجولة ونرى مقبرة يعقوب هذه الصورة بين الثمانيات والتسيعنيات

سوق الصيد القديم بالمكلا ونرى الكبس ولم يرصف بعد

من على مسجد عمر