ايران تعتبر واحدة من الدول ذات النشاط الزلزالي الفاعل في العالم، فهي دولة معرّضة باستمرار للزلازل وموقع مفاعل إيران الشهير بوشهر لا يصلح .
كما أن منطقة بوشهر نفسها تعرضت لزلزال مدمر في الثلاثينات من القرن الماض. والحجة في هذا أن اليابان بعظمتها وبكل ما لديها من تطور تكنولوجي وفني وتقني وبشري وما الى ذلك، حصل لها ما حصل وعجزت عن حماية شعبها، فمن يستطيع؟! وماذا عن إيران التي بنت وتبني مفاعلها على دفعات متقادمة ومتخلفة تكنولوجيا الى حد ما- منذ السبعينات- ووفق أكثر من تقنية (ألمانية وروسية)؟!
فماذا لو حصل زلزال مره أخرى وضرب بوشهر ؟!
تبعد مدينة الكويت 200 كلم فقط عن مفاعل بوشهر، وكذلك سواحل السعودية أبعد بقليل. كما أن أي خطر لتسرب أو تلوث، فأكثر من يتضرر هم سكان هذه المناطق، وذلك لعدم خبرتهم الكافية في التعامل مع مثل هذه الكوارث، لا سيما الكويت التي مرت بأزمة بيئية مماثلة، وهي حرق آبار النفط أبان الغزو العراقي عام 1991.
كما أن حركة مياه الخليج هي عكس عقارب الساعة، أي من جهة إيران الى منطقة الخليج. فلو حدث أي خلل في مفاعل بوشهر وأدى الى تسرب نووي فان المياه ستحمل الملوثات النووية الى شواطئ دول الخليج، وأول ما سيطاله التلوث هو محطات تقطير المياه.
كذلك، فان اتجاه حركة الرياح هو إما من الشمال الى الجنوب (ايضا من جهة إيران الى المنطقة) ستحمل معها الملوثات أولا الى الكويت وشمال السعودية وجنوب العراق. أما إذا كانت من الشرق الى الغرب فستكون الامارات وعمان واليمن أول المتضررين.
وقد ظل الايرانيون يرددون على مدى السنوات القليلة الماضية بانه يهدف الى انتاج الطاقة الكهربائية. لكن قبل شهرين فقط، عبّر الروس عن قلقهم من عوامل السلامة للمفاعل وطالبوا الايرانيين بارجاء تشغيل المفاعل حتى يتسنى التغلب على مخاوف السلامة، ومنها تلك التي نجحت في الاختراق الالكتروني بالفيروس، والآن يبدو ان قضبان الوقود النووي يجب التخلص منها بسبب «مشكلة خطرة» حدثت في مضخات التبريد، فإذا تسربت من المفاعل كميات كبيرة من الاشعاعات او حدثت فيه انفجارات، فإن الخطر المترتب على ذلك سيصل الى قطر والسعودية والامارات وعمان بسبب اتجاهات الريح.
فلماذا بناء الإيرانيون هذا المفاعل في هذه المنطقة ؟!